إحصل على الإلهام

قصص نجاح

الثلاثاء, 07 مارس, 2023

أوراق الشجرة

بعد تخرجها من كلية الزراعة - تخصص الإنتاج الحيواني - عانت أوراق من قلة الخبرة العملية وفكرت بحاجة خريجات كلية الزراعة من أمثالها إلى كيان يجمعهن ويساعدهن في الدخول إلى سوق العمل.

ظل هذا الحلم يراود المهندسة أوراق عبد الله الشجرة، والتي تقطن في منطقة (الروضة بمحافظة صنعاء)، وتعمل كمهندسة زراعية في وازرة الزراعة والري، فسعت إلى إنشاء جمعية زراعية تعاونية تجمع المهندسات الزراعيات تحت لوائها، وفي عام 2019 أنشأت جمعية "أثر" الزراعية، لتستقبل الخريجات وتزودهن بالخبرة العملية اللازمة لمتطلبات سوق العمل، لكن وعلى الرغم من كل هذه الجهود، مثَّل الجانب المادي وغياب الرؤية الواضحة، عائقا كبيرًا أمام المشاريع التي حاولت جمعية أثر تنفيذها.

تؤمن أوراق بأن دور النساء في القطاع الزراعي مهم وأساسي، لذا تسعى لتعزيز ارتباط المهندسات الزراعيات بسوق العمل. تقول أوراق "تمثل النساء شريحة كبيرة من القوة العاملة في الزراعة، في القرى مثلًا، النساء هن من يزرع الأرض ويحرثها، ويشتغل برعايتها. ومن هذا المنطلق، تقدم الجمعية حزمة من الخدمات، تتضمن تنفيذ مشاريع خاصة للمهندسات الزراعيات، وتدريب الخريجات منهن، لتأهيلهن

بشكل يسهل حصولهن على مصدر دخل، بالإضافة إلى تدريب مالكي المزارع والمزارعات في المناطق الريفية"

 

 

المهندسة رشا، إحدى العضوات في الجمعية تعقّب "في الدراسة الجامعية، كانت المعرفة نظرية بحتة. أما بعد الانضمام للجمعية فقد ارتفعت خبرتي العملية بشكل ملحوظ وقمت بالتطبيق في أكثر من منطقة، تدربت في الإشراف على البيوت المحمية، وتعرفت بالتطبيق العملي على برامج التسميد والوقاية. اليوم، أنا أشرف وأدرب العضوات الجدد ".

شاركت "جمعية أثر" كأحد التعاونيات المستفيدة من مشروع ESPECRP، وحصلن على الدعم المادي بالإضافة إلى التدريب في مجالات إدارة المخاطر واستمرارية المشاريع، وعن هذه التجربة تقول أوراق  "سمعت عن المشاريع التي تقدمها الوكالة للمشاريع الصغيرة والأصغر، وقمت بتسجيل الجمعية وتم قبولنا في المشروع، حيث تم تدريبنا على إعداد الدراسات التسويقية وتقدير نسبة المخاطر ودراسات الجدوى في المشاريع، الأمر الذي من شأنه أن يوفر علينا الوقت والجهد في تنفيذ المشاريع القادمة"

بعد مرحلة التدريب وتقديم الاستشارات، قامت الجمعية بإعداد دراسة جدوى للمشروع، ورفع قائمة باحتياجات الجمعية والتكاليف التشغيلية، وحصلت "جمعية أثر" على دعم مادي بقيمة 15 ألف دولار، بالإضافة لمبلغ مساهمة من الجمعية، وفرت من خلاله أصول ثابتة كأثاث للجمعية وستة بيوت محمية، تقول أوراق: "ارتفع رأس مال الجمعية، عبر توفير الأصول اللازمة للمشروع، واستطعنا تكوين قاعدة علاقات عامة مع المهندسين الزراعيين ومالكي المشاتل، وموردي الأسمدة والمبيدات، الأمر الذي من شأنه أن يخدم مشاريع الجمعية في المستقبل على الوجه الأمثل. في الوقت الذي زادت فيه ثقة المهندسات بأنفسهن داخل الجمعية، وزادت خبراتهن العملية بشكل ملحوظ".

 

 

أما المهندسة رشا، فقد أصبحت في هذا المشروع المشرفة على إدارة البيوت المحمية، وتتابع الحديث عن الأثر الذي حققته الجمعية بعد التدخل: "ساعدنا وجود الدعم في هذا المشروع، تمكنّا من وضع خطط مدروسة وتنفيذها خطوة بخطوة، أصبحنا أكثر تنظيمًا في إدارة الموظفين."

تعرفت رشا على الجمعية عبر إحدى زميلاتها، والتحقت مع زميلات أخريات بالجمعية ليصل عدد أعضاء الجمعية وقتها إلى 37 مهندسة زراعية،  أما اليوم فقد ارتفع العدد إلى  64 عضوة،  في الوقت الذي تسعى فيه الجمعية إلى استحداث مهارات زراعية جديدة كالزراعة المائية، وإدخال محاصيل جديدة لا تتواجد بكثرة، و القيام بمشاريع جديدة تساهم في سد الاحتياجات الموجودة في الأسواق، والوصول إلى الإكتفاء الذاتي المحلي.

 

تم دعم جمعية أثر ضمن مكون الجمعيات التعاونية لمشروع تعزيز الحماية الاجتماعية في حالات الطوارئ ومواجهة فيروس كورونا، المنفذ من قبل وكالة تنمية المنشآت الصغيرة والأصغر SMEPS بالشراكة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وبتمويل من البنك الدولي.