حياة أفضل
بعد أن أنهى سعيد فرج الحضرمي دراسته الجامعية في كلية علوم البحار والأحياء البحرية، اعتاد أن يعمل مع الصيادين في مراكبهم مقابل أجر يومي زهيد. مما شكّل صعوبة في استقراره وقدرته على تحسين وضعه المعيشي وتوفير الحياة الكريمة لأسرته.
واستمر الحال حتى تمكن سعيد من خوض تجربة المشاركة في (مشروع المساهمة للاستجابة للأزمة الطارئة – المكون السمكي) فبعد حضوره المقابلة وقبوله في المشروع كاستشاري مختص، سافر سعيد إلى منطقة الشحر واستقر هناك لفترة تلقى خلالها تدريباً في كيفية استخدام تقنيات وأجهزة الصيد الحديثة ككاشف الأسماك ونظام تحديد مواقع الأسماك وجهاز الـ (GPS)، وكذا صيانة محركات القوارب والتداول السليم للمنتجات السمكية، ثم انتقل إلى مرحلة التطبيق العملي ونقل معرفته وخبراته السابقة والمكتسبة للصيادين المستفيدين في الشحر.
أشرف سعيد على 16 صياداً، وكان له دور في التغيير السلوكي الإيجابي في عادات رحلتهم اليومية للصيد، وتمكنهم من الحفاظ على الأصول والتقليل من ساعات العمل وجهود ومخاطر الرحلة بتعلمهم استخدام الأجهزة الحديثة وكاشف الأسماك وكيفية التداول السليم للمنتجات السمكية، قبل التدخل كان دخلة اليومي
اليوم تحول سعيد من مجرد مقدم للمساعدة والاستشارات عند الحاجة، إلى كونه خبير قادر على متابعة عمل الصيادين بشكل دوري، ورفع التقارير المفصلة عن تفاصيل رحلاتهم في الصيد (المسافات المقطوعة، تكاليف الرحلة، ساعات العمل وعدد العمالة، أصناف وكميات السمك الذي تم اصطياده وكيفية البيع والتسويق)
وبذلك وسّع سعيد شبكة علاقاته مع الصيادين في حضرموت، ثم عاد إلى أهله في (بروم ميفع) وهو يملك القدرة والمهارات على توجيههم وتطوير قطاع الصيد في مجتمعه المحليّ.
بالإضافة إلى ذلك، تمكن سعيد من تحسين وضعه المعيشي بشراء محرك بحري واستئجار قارب. وبتدريبه أخاه على العمل ومهارات الصيد أصبح لدى أسرتهم مصدرٌ إضافيٌ للدخل حتى بعد انتهاء المشروع.